جلسة ساخنة في لجنة الصحة بمجلس الشعب
تحولت الجلسة الأخيرة للجنة الصحة في مجلس الشعب ، لمناقشة مشروع قانون التأمين الصحي الجديد، إلي ساحة للمناوشات والمشادات بين الحكومة والنواب المعارضين الذين تحفظوا علي المشروع، وأعربوا عن تخوفهم من أن يتجاهل محدودي الدخل.
كانت المشادة الأولي بين الدكتور حمدي السيد، رئيس اللجنة، والدكتور حمدي حسن، المتحدث الإعلامي لكتلة الإخوان المسلمين، الذي فاجأ الجميع بتحويل مسار المناقشات إلي قضية الطفل محمد ممدوح، الذي توفي أخيراً، إثر تعرضه للتعذيب علي يد الشرطة، وقال: «إن مستشفي المنصورة الدولي ألقي الطفل في الشارع».
وطالب حمدي حسن بمحاسبة الأطباء الشرعيين، الذين كتبوا في تقريرهم «إن الوفاة حدثت، بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية»، واتهمهم بتجاهل آثار التعذيب الواضحة علي جسده.
ورد الدكتور حمدي السيد بتوجيه حمدي حسن إلي ضرورة الحديث عن قانون التأمين الصحي، الذي خصص الاجتماع لمناقشته، فسأله حسن: «إذن كيف سيشترك محدودو الدخل في التأمين الصحي، ورواتبهم لا تزيد علي ٤٠ جنيهاً شهرياً؟».
ورد عليه حمدي بتأكيده أن محدودي الدخل لن يدفعوا مليماً واحداً مقابل خدمات التأمين الصحي، وأضاف: «نحن نتكلم عن مشروع قانون لا يخص الإخوان ولا الوطني.. بل هو مشروع قومي، ولجنة الصحة ليست مكاناً لتصفية حسابات بين الإخوان والحكومة».
وتدخل نائبا الوطني شيرين أحمد فؤاد وجمال الزيني، لمساندة السيد في مواجهته مع حمدي حسن.
وكانت المشادة الثانية بين وزير الصحة والدكتور محمد زهران «الوفد»، حينما طالب الأخير بإلغاء قرار رئيس الوزراء تحويل هيئة التأمين الصحي إلي شركة قابضة، فانفعل الدكتور حاتم الجبلي وقال: «إحنا هنغني.. إنتم بقالكم ٤٤ سنة ماعملتوش حاجة، ومش عارفين نحل أي مشكلة»، وتدخل حمدي السيد للتهدئة، وهمس في أذن الوزير قائلاً: «الوفد لم يستمر في الحكم ٤٤ سنة».
كان الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة قد دافع في كلمته عن مشروع القانون، وقال إن الوزارة أرسلته إلي الأحزاب والنقابات المهنية لإبداء ملاحظاتها عليه قبل إعلان صيغته النهائية، مشيراً إلي أن المشروع سيتم تطبيقه ابتداء من ٢٠١٠، وسيبدأ بمحافظات السويس وسوهاج ودمياط، وأكد أن الدراسات المالية تنتهي في نوفمبر المقبل بالتعاون بين وزارة المالية وهيئة التأمين الصحي.
الخميس يناير 24, 2008 10:00 pm