تؤكد الأنباء الواردة من لندن أن جهة ما* 'يعتقد أنها إسرائيل*' قد اغتالت السيد أشرف مروان وألقت به من شقته الموجودة في الطابق الخامس في مبني سكني بوسط العاصمة البريطانية لندن*.
وآخر المعلومات في هذا الصدد نشرتها جريدة* 'التايمز*' البريطانية التي أكدت أن الشرطة البريطانية أقرت باختفاء الحذاء الذي كان يرتديه السيد أشرف مروان عندما وجد مقتولا* في حديقة منزله بفعل سقوطه من بلكونة شقته الكائنة في الدور الخامس*.
وقد أكدت الصحيفة أن الشرطة البريطانية تخشي أن يكون قد تم التخلص من هذا الحذاء الذي يمثل دليل الادانة في هذه القضية*.
وقالت الصحيفة*: لقد أثارت عملية اغلاق ملف التحقيقات* غضب أسرة وأصدقاء السيد مروان والذين يعتقدون أن حذاء الفقيد كان يحمل دليلا ماديا واضحا كان من الممكن أن يحدد ما إذا كان الفقيد قد قتل أم لا*.
وقالت* 'التايمز*': إنها علمت في نفس الوقت من مصادر مطلعة أن الشرطة تقوم الآن باستجواب شاهد جديد يزعم أنه رأي رجلين من شرفة شقة أشرف مروان بعد لحظات من وفاته*.
وتقول* 'التايمز*': إن الشاهد أكد أن هذين الرجلين كانا يرتديان بزات رسمية،* كما كانت ملامحهما تحمل نفس ملامح مواطني منطقة البحر الأبيض المتوسط،* وقد قام هذان الرجلان بالنظر من* 'فرندة*' الشقة علي جثة السيد مروان قبل أن يختفيا داخل الشقة*.
وتضيف* 'التايمز*' أن مصرع السيد أشرف مروان جاء عقب ادعاءات وجهت إليه في الفترة الماضية تتعلق بدوره في حرب أكتوبر* 1973،* حيث قام الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بادعاء أن السيد مروان كان جاسوسا لصالح* 'إسرائيل*'.
وفي الوقت ذاته صرح أشخاص آخرون بأن السيد مروان كان يعمل عميلا* مزدوجا* لمصر،* حيث يقوم بامداد* 'إسرائيل*' بالمعلومات الخاطئة والزائفة بموجب علم ومعرفة الحكومة المصرية*.
وقد وصفت الشرطة البريطانية وفاة السيد مروان بالحادث الذي لا يمكن تبريره،* ويدور سبب وفاته حول ثلاثة احتمالات*: أن يكون قد قتل أو انتحر عن طريق القفز من* 'فرندة*' شقته أو يكون قد سقط منها مصادفة*.
وقالت* 'التايمز*': لقد تم تشريح جثة السيد مروان ولكنها كانت قد أرسلت إلي المشرحة بالحذاء الذي يرتديه السيد مروان،* وقد صرح أحد أعضاء العائلة بقوله*: 'من الممكن أن* يكون هذا الحذاء دليلا* ماديا مهما،* وذلك لأنه من الممكن أن يكون السيد مروان قد اضطر للوقوف علي رف صغير أو علي اصيص زرع لكي يقفز،* ولكنه كان يعاني من حالة عصبية أثرت علي قدميه ولم تمكنه هذه الحالة من أن يخطو داخل البانيو بمفرده وبدون أي مساعدة*'.
وقالت* 'التايمز*': إن مصدرا* لم يكشف عن اسمه صرح للصحيفة بقوله*: 'لو افترضنا أن السيد مروان قد قام بالقفز من شرفة منزله،* فإنه سيضطر لأن يضع قدميه في اصيص الزرع،* ثم يتسلق فوق وحدة مكيف الهواء،* ولو كان قد قام بفعل ذلك فهذا يعني أن الفعل سيترك آثارا* للتربة الزراعية الموجودة في اصيص الزرع أو الطلاء من وحدة المكيف علي حذائه*.
وفيما يتعلق بالشاهد الجديد قالت* 'التايمز*': يعتقد أنه كان موجودا* وقت وقوع الحادث داخل مبني معهد المديرين الذي يقع خلف شقة السيد أشرف مروان وقالت التايمز*: إن الشخص الذي كان موجودا* بالطابق الثالث يدعي بأنه رأي السيد مروان وهو يسقط بجانب النافذة،* ومن ثم فقد أسرع إلي النافذة ونظر لأعلي باتجاه جناح السيد مروان ورأي رجلين ينظران بهدوء من الشرفة إلي أسفل علي جثة السيد مروان*.
وقالت* 'التايمز*' إن مصدرا* مقربا* من جهات التحقيق أكد أن السيدة مني عبدالناصر زوجة السيد مروان قد قامت بابلاغ* الشرطة أن زوجها قام بإبلاغها ثلاث مرات باحتمال أن يقوم أحد بقتله،* وأن آخر تحذيراته جاء عقب إصدار المحكمة الإسرائيلية في مطلع شهر يونيو الماضي قرارا رسميا يفيد بأن اللواء أركان حرب* 'دايلي زميرا*' الذي كان يشغل منصب مدير الاستخبارات العسكرية* 'الإسرائيلية*' خلال حرب* 73* قد قام بتسريب هوية السيد مروان*.
وقالت* 'التايمز*' إنها علمت منذ أسبوعين بأنه قد تم ابلاغ* الشرطة البريطانية باختفاء النسخة الوحيدة من مذكرات أشرف مروان من شقته في نفس يوم وفاته*.
هذا هو المقال الذي نشرته صحيفة التايمز البريطانية الذي يشير صراحة إلي ضلوع شخصين ملامحهما من مواطني منطقة البحر الأبيض المتوسط بارتكاب الجريمة،* وبالقطع فإن هذه الشهادة تشير إلي احتمال كونهما* 'إسرائيليين*' باعتبار* 'إسرائيل*' هي صاحبة المصلحة الأساسية في قتل أشرف مروان وسرقة مذكراته التي يكشف فيها خداعه للموساد في حرب أكتوبر* 1973*.
بالقطع لو كان الرجلان ينتميان إلي العرب لقيل ذلك،* غير أن شهادة الشاهد التي أدلي بها للشرطة البريطانية أشارت إلي كونهما ينتميان إلي سكان البحر المتوسط*.
والمعلوم هنا أن السيد أشرف مروان كان يرتدي حذاء كاوتش طبيا* ولا يغيره،* وأنه لم يكن قادرا* علي الصعود إلي الشرفة لأن حالته الصحية لا تساعده علي ذلك مما يرجح اغتياله علي يد هذين الرجلين اللذين بدأت الدلائل تؤكد أنهما ينتميان إلي جهاز الموساد الإسرائيلي*.